

مع تزايد عدد الأجانب المقيمين في تركيا وازدهار التجارة الإلكترونية، أصبح من الطبيعي أن يتعامل كثير من الأفراد مع الشركات التركية سواء عبر الإنترنت أو من خلال المتاجر التقليدية.
لكن أحيانًا، قد يواجه المستهلك الأجنبي مشكلات مثل استلام منتج مختلف عن المواصفات، أو منتج معيب، أو حتى رفض الشركة استرجاع المبلغ المدفوع.
وهنا يبرز السؤال الأهم: هل يتمتع الأجنبي بنفس الحقوق القانونية التي يتمتع بها المواطن التركي؟
الجواب هو: نعم، بكل تأكيد.
فالقانون التركي لحماية المستهلك يشمل جميع المستهلكين داخل أراضي الجمهورية التركية، بغضّ النظر عن جنسيتهم، ما دام التعامل قد تم داخل تركيا أو عبر شركات تركية مسجلة رسميًا.
🧾 أولًا: من هو “المستهلك” في مفهوم القانون؟
يُعرّف المستهلك بأنه كل شخص يشتري سلعة أو خدمة بهدف الاستخدام الشخصي أو العائلي، وليس لغرض تجاري أو مهني.
بمعنى آخر، إذا اشتريت هاتفًا، أو جهازًا منزليًا، أو حتى اشتراكًا في خدمة معينة لاستخدامك الشخصي، فأنت تُعتبر مستهلكًا وتخضع لأحكام قانون حماية المستهلك التركي.
📌 ثانيًا: أبرز حقوق المستهلك الأجنبي في تركيا
- حق استرجاع المنتج
إذا اشتريت منتجًا عبر الإنترنت أو من متجر داخل تركيا، يحق لك استرجاعه خلال فترة محددة — غالبًا 14 يومًا — دون الحاجة لتقديم سبب، طالما لم يُستخدم المنتج أو يُفتح غلافه.
أما إذا تبيّن وجود عيب في المنتج، فلك الحق في استرجاعه خلال مدة الضمان المحددة، واسترداد قيمته كاملة.
- حق الإصلاح أو الاستبدال
في حال كان المنتج معيبًا أو لا يعمل بالشكل المطلوب، يحق للمستهلك أن يطلب من الشركة أحد الحلول التالية:
إصلاح المنتج مجانًا.
استبداله بمنتج جديد وسليم.
أو استرجاع المبلغ المدفوع بالكامل.
وترتبط هذه الحقوق بمدة الضمان التي يجب أن تُذكر بوضوح عند الشراء.
- حق الشفافية في السعر والمواصفات
يلزم القانون الشركات بالإفصاح الكامل عن الأسعار النهائية للسلع والخدمات، بما في ذلك جميع الضرائب والرسوم.
كما يفرض عليها توضيح مواصفات المنتجات بدقة وصدق، وأي تضليل أو إخفاء لمعلومة جوهرية يُعد مخالفة قانونية تستوجب العقوبة.
- حق حماية البيانات الشخصية
لا يجوز للشركات استخدام بيانات العملاء أو مشاركتها مع جهات أخرى دون إذن صريح من المستهلك.
ويتحمل من يخالف ذلك مسؤولية قانونية كاملة، قد تصل إلى فرض غرامات مالية كبيرة.
- حق الحصول على خدمة ما بعد البيع
يلتزم البائع أو الشركة بتقديم خدمات الصيانة والدعم الفني خلال فترة الضمان، والرد على شكاوى العملاء خلال مدة معقولة.
وفي حال رفض الشركة القيام بذلك، يمكن للمستهلك اللجوء إلى الجهات القانونية المختصة لتقديم شكوى رسمية.
⚖️ ثالثًا: خطوات استرداد الحقوق عند وقوع نزاع
- التواصل المباشر مع الشركة
يُفضل أن يبدأ المستهلك بالتواصل مع الشركة كتابةً (عبر البريد الإلكتروني أو رسالة رسمية) لطلب حل المشكلة أو استرجاع المبلغ.
ويُنصح بالاحتفاظ بكل المستندات والإيصالات والصور التي تثبت الواقعة.
- تقديم شكوى رسمية
إذا لم تستجب الشركة خلال مدة معقولة، يمكن للمستهلك التوجه إلى هيئة حماية المستهلك أو محكمة المستهلك في المدينة التي تمت فيها المعاملة.
وتختلف الجهة المختصة بالنظر في الشكوى حسب قيمة المبلغ محل النزاع.
وفي كثير من الحالات، يمكن تقديم الشكوى إلكترونيًا عبر البوابات الحكومية.
- توكيل محامٍ في حال وجود صعوبة
في حال كان المستهلك خارج تركيا أو لا يجيد اللغة التركية، يمكنه توكيل محامٍ مرخّص ليتولى الإجراءات القانونية نيابةً عنه.
ولا يُشترط حضوره الشخصي في بعض أنواع القضايا الاستهلاكية.
🧠 رابعًا: نصائح مهمة لتجنّب المشكلات القانونية
- احتفظ دائمًا بالفاتورة الأصلية أو إيصال الدفع الإلكتروني.
- لا تتعامل مع صفحات أو متاجر غير مسجلة رسميًا.
- اقرأ شروط البيع والإرجاع جيدًا قبل الدفع.
- لا تُشارك بياناتك البنكية أو الشخصية إلا مع جهات موثوقة.
- وثّق كل المراسلات والاتفاقات قبل إتمام عملية الشراء.
💼 خامسًا: العقوبات المقررة على الشركات المخالفة
القانون التركي يفرض غرامات مالية مرتفعة على الشركات التي:
تقدم معلومات مضللة للمستهلك.
ترفض استرجاع الأموال أو استبدال المنتج رغم ثبوت العيب.
تنتهك خصوصية بيانات العملاء.
وفي الحالات الجسيمة، قد يتم تعليق أو إيقاف النشاط التجاري بشكل مؤقت أو دائم.
🛒 سادسًا: التجارة الإلكترونية ومسؤولية المنصات الرقمية
القانون يعتبر المتاجر الإلكترونية مسؤولة بالتضامن مع البائعين عن أي ضرر يلحق بالمستهلك،
فإذا اشتريت منتجًا من خلال منصة رقمية، لك الحق في تقديم شكوى ضد المنصة نفسها وليس فقط ضد البائع.
وهذا يضمن للمستهلك حماية أوسع وعدالة أكبر.
تركيا من الدول التي أولت حماية المستهلك أهمية كبيرة،
ولذلك فإن الأجنبي المقيم أو المتعامل مع الشركات التركية يتمتع بنفس الضمانات القانونية التي يتمتع بها المواطن.
حقوقك في الإصلاح أو الاسترجاع أو التعويض محفوظة،
لكن الأهم هو أن تكون على دراية بالإجراءات القانونية الصحيحة وكيفية توثيق معاملتك منذ البداية.
فالقانون يحمي من يعرف كيف يستخدمه،
وحقك لا يضيع ما دمت تطالب به بالطريقة السليمة والقانونية.
💼 خدماتنا القانونية تشمل:
إعداد ومتابعة الشكاوى أمام الجهات المختصة.
مراجعة العقود وحماية حقوق العملاء.
الاستشارات القانونية المتعلقة بالتجارة والاستهلاك.
التمثيل القانوني أمام المحاكم التركية.

